القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

شعر: أستعيدُ أبي......!

 
السبت 28 حزيران 2014


إبراهيم اليوسف

ليست النهايةُ هنا
لا تغمضْ عينيك
عن رجرجاتِ المشهد
طمئن جمهراتِ كواكبَكَ
وطائرَك الذي يجيد صوى الفضاء


تارة، بكوكب جريح
وأخرى بغيمة نازفة
مسافاتُك متروكةٌ وراءك
ككمثرى شجرة مائلة إلى نهاياتها
وأمامَك أكثر منها......
لا تغمضْ عينيك
على اللُّهاث
في خطٍّ متهدِّل
وخطأ صحيح
ولا تدرِ الظهر للرَّنين
أنينُك، أكبرُ، ممَّا تسميه
وأقلُّ من مساحة القصيدة
وطنٌ
في الملعب
كرة
من دماء
هي كلُّ ما في ذاكرتك ،الآن
أهلون، ووثائق أمميَّة ساذجة
لا تطعمُ من شوقٍ، ولا تُغْني من حنين
اللُّعبة كانت في ذروة مشيئة اللاعبين
تعرفُهم، ظلاً ظلاً
وصياحُك نزقٌ
لا تلهونَّ عنك، خارجَ قواعد اللغة
وأطلقنَّ ذبذباتِ الاحتجاج
عاليةً
كما كرسيّ إلهٍ
لاهٍ
إياك من اللَّفح في ضحكته الجديدة
وغربته المجيدة
العواصم كثيرة
قبالتك
كما تقتضي مشيئة طواحين الدم
وبينها تتلاشى قامتك
لا تكثرن ّمن العتاب والهذيّ
لا أُذن تسمع جرحك
في شفافية اللون
والرؤيا
هل كان كثيراً عليك.....!
مدى من سلوى وأصدقاء مخلصين
ربَّيتهم على توالف الرُّوح
وخبأتهم بعيداً عن قصف ساعة المدينة
في نفيرها المجانيّ
وراء العين
أفواهُهم في وريدك
حتى آخر كأس في الحانة
أنيابُهم في بياض لحمك
امرأة، خلتها، طويلاً
أمُّك
في ديباجة الدَّمع
والزّيّ الكرديِّ
وعنب دالية البوح
لم تكن، هكذا
وكنت كذلك
الابنَ في ثياب الشقاء
تبعد عن كلِّ هؤلاء
قرقعاتِ فوارغ الرَّصاص
وهي تهبط
خبطَ عشواء
 من لدن المجهول
إلى معاليمك ومعالمك
تقيهم بالأغنيات
والرَّسائل ماجنة الشكوى
في هدنات الإلكترون
قرب حصيد من الشهداء
يا لهم في السنوات الثلاثة
وأزيدَ..أزيد..!
بنواظر ممتلئة باليقين
لا أحدَ شرح لك ما بعد اللحظة
كنت  كما هو دأب خطيئتك
تغمض عينيك
عن كلّ سهو قدسيٍّ
وكأنَّه سرخس ضال
أو موت أعمى
تفتحُهما بعد ذلك
سعة الهلاك المتربع
سعة رائحة الدم
سعة العويل
سعة الغبار
سعة فحيح عربات النحاس
وناقلات الجنود
ومعابر الشبيحة والتكفيريين
كي تراهم
أصدقاءك
كما سميتهم إلى حين مديد
على ما هم عليه
تدرُّ عن فلولهم حتى صدى رفرفات عصافير الدوريِّ
توقظ أوراق شجرة البيت الكبير
تحت رحمة النِّسْيان الأعمّ
لم يكن إلاهم مدرجين على جداول دفترك اليومي
تتجاوز بأسمائهم حدود ضحكات
أطفالك
أخوتك
الله
في قارة أكيدة
وكأنَّهم سرُّ الكينونة
لم يكونوا كذلك
في امتحان رحى الحرب
تطرق باب المكان
واحداً واحداً سقطوا
من أغصان شجرة القلب
وكنت تداري مصائرهم
بذؤابات الرَّجاء
ترمقهم يبيعونك في مزاد عارٍ
في العراء
أنت ربَّيتهم
على حكمتك الوردية
أنت ربَّيتهم على صور القصيدة
أنت عوَّلت عليهم كثيراً
أنت فضلتهم عليك
في كتاب من شبهات الأَتون
أنت صغت أسماءهم
وفرضية النَّسب
الرَّزين
لم يكن بينهم أحدٌ
كلما نأى بك زورق الوهم
وأنت تخوض ظلمات البحر
تمضي إلى ما بعده
مأخوذاً بحمَّى الانكسار
لا يهمنك يا صاحبي
 الأمرُ
أبعدَ من احتمال خاسر
ونعوةٍ  ضئيلة
في صحائف رمادك الذهبيِّ
منصرفاً إلى استردادك
تعود
هكذا
إلى أطم الرؤيا
كم انكسر الأنبياء
والقادة
والشعراء
والعشَّاق
من قبل
كم سلمك الغياب إلى غياب
والمثول إلى أفول
لم تكن أول  من سلَّمه غبار المواقيت
إلى بعض من الغفلة
وفَخار الفُخار
قبل أن تستعين بنجماتك الأولى
مطمئنة الحبر والرُّذاذِ السلسبيليِّ
وأنت تنفض كلتا راحتيك
من أصابع  ركام الوهم
وهبوب الهزيمة
وبريق الخديعة
المتبرجة
لايهمنك.. سيدي.... لا يهمنك.!!
لن يستغرق ندم الذِّئب طويلاً
وهو يغسل بدماء الفريسة
أنيابه الغارزة في اليقين
مادام أنه لن يمضي
إلا إلى دهاءٍ جديد
 تقرأه على ما هو عليه
يكمل به صفاته  ودهاءه
خشية الهدر المقيت
المشهدُ قاسٍ..قاسٍ......
لا يحتملُه قلبُك الصغيرُ
يقدح الألم من بين صوانه
كلُّ ما حولك غيرُ مخوَّل بحمل التسمية عنك
الطائرةُ لا تخفقُ في إسدال السّتارة
على رائحة ال"تي. إن. تي"
وخلطة من طين ودم وأجساد
في كيمياء الأفول
كلُّ ما يبقى من خراب وركام
في نشرة الأخبار
المملَّة
كوعدٍ أمريكي
في البيت الأبيض
أو كهدنة هاتكة
في حضن القيصر الجديد
وآيات الأبالسة الجدد
حذارِ، من دموعك...
الليلة تمضي إلى حتف جبروتها
لا ترخصها على العتبات
وأنت تواري ضحكات أطفال المجزرة الأخيرة
لاحول لهم  ولا خلاص
-أهو المشهد كله؟
-أهي الفجيعة كلُّها؟
-أهو الحتفُ ذاته؟
-أهم الأهلون ذواتهم؟
-أهم الأعدقاء أنفسهم؟
يا إلهي...!!
أولم نتفق منذ ذلك الأزل
ونحن نرسمُه بالطباشير
على ما يرمّم لك اسمك..في  لعاب فمي....
كلما نازله الطغاة
مأخوذين برائحة  نشيش كرسيك
الرَّصين
تستهدفه قاذفات التكنولوجيا العصية عليك
نسعفك بما استلزم من هيبة
عصماء
تستردُّ بها الهيئة
أنى جرى مبهوراً بها دولاب العبادة
ثمَّة خوفٌ، الآن، عليك
أنا لا أمازح طاووساً
في تيه الرّياش
وألوانه الإمبراطوية
لك أن تصدق الآن ما أسرده على عينيك
وأذنيك كخطيئة
 ذات توتر سماويٍّ
ثمَّة.. لا خوفَ... الآن... عليّ
 ثمَّة خوفٌ عليك..وحدك...
خوفٌ غير موزون
هناك...
وأنت تبصر أعمدةً للكون
تسقط مرتطمةً حتى مضاجعها
 تحت ذلك الثقل
من الألم السوريِّ
كن كما عهدتك من رجاء
في عليائك
في نشوة الخدر المبارك
في الصلوات المؤجلة والمعجلة
هاأنت تخسر حديقتك الأرضية
كما تمليها عليك عدسة الكاميرا
الناطقة
شجرة
 وراء شجرة
تخسر الأصدقاء يكذبون عليك
في رياضة ورياء
بالتربيتات
والتصفيق
والهرج
والضحك
ورنين طاسات النبيذ الملكيّ
لا تغمضْ عينيك عن المشهد
افتحمهما على سعتيهما
افتحهما على سعة الرؤى
والأجنة الذبيحة في بطون الأمهات
أرجوك...!
كل ما أرويه تشهده الأسطورة
حجر الحجرة
نرتمي عليه
واقفين..!
كلانا الآن في حلق المحرقة
ولا مفرَّ .. لا مفرَّ
ليست النهاية هنا
ليست النهاية هناك
ليست النهاية أزرار قميص طيار
أو لوحة القيادة والقصف
ليست النهاية كتاباً
نطبق جلدتيه
على حبرثرثار
ولا نطعاً نعده للأسير الجديد
ولا سدرة يبلغها الحيف الأرعن
مادمت أذكرك بأول المواثيق
وهي لم تنشف من دم
باذخ البقع
لم يتوان نظَّارة الملعب ذاته
عن حفر مجاريه
كما يرضى قابيل
في مهبط اللعنة
لك أن تحدثني
قليلاً.......قليلاً..
عن وجهة المركبة في هذا الضلال
أهي ملهاةٌ يجدل بهرجها العارفون
وأنا أفتقد زمامَ الجهات الأربع
كانت طوع أجنحتي
كعروة بنطال
قل لي...!!
ألديك أكثر من إفادة هذا الصباح
مكسراً ببلُّلوره
وأرياش السرب
ليس لي بها شأن
وأنا أبحث عن فضاء لجناحي
أفكُّ عنهما أسر العتمة
ليس أمامك
غير هذه الفرصة الأخيرة
تستردنا الاثنين
اغتنمها
في مظانها
قل لي...!
أقل لك...!
مادمت أكلمك...في سرِّك....وأكملك....!
لا تسهونَّ عن صوتي
لا تسهونّ عن دمي
لا تسهونّ عن  بيتي يتهدم
فوق سريري
وطاولتي
 وظلِّي
ورائحتي
واسمي
وخرافاتي
كلانا تحت الركام
نظلّ أميين بمفاتيحنا المتصدئة
لا هدنة بعد اليوم
إيهِ
وأنا المخاطب في شهامتك
لا تسند ظهرك إلى الجدار
ولا تضع رأسك على صدر الموجة
ولا ترم خفيك بعيدين عن مرقدك
لا رأرأة في قميص العطش
أصرر حلمك، في "بقجة" الجدَّات
يمّم روحك ما بعد اليمِّ الأخير
لا تهاود خثرة النبوءة
وما يبدو من خلَّب وبروق
هي وجهة  مُجبَرة
فانتبه..!
لا غنى عن بوصلتك
قبل أن تحطّ الرِّحال
في أول أو تستراد الأوبة
تستعيدك
تستعيد أباك
تستعيد وطنك
تستعيد حبيبتك
في  ظفر الشوق والهباب
تستعيد أسماءك وسماءك
كدودة الوقت في أزيز الدأب
وخذلان الصوت
وأنت تستوي على مدى
 محتمل
في  دورة  الكون
ودورة الماء
ودورة الرؤيا
مادامت النهاية هنا
مادامت النهاية ليست هنا
مادمت لست هناك.....!!!!...
إيسن
22-5-2014
*ملحق جريدة النهار اللبنانية 28-6-2014

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 16


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات