القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

قصة: قناص المخبز

 
الجمعة 17 اذار 2017


وليد معمو

أراد أن يقطع الشارع بثقة بعد أن تأكد أنه خارج مجال رؤية القناص… قيل له إنه أجنبي لا يترك ، إمرأة ، أو طفلا أو كيساً يحركه الهواء فيقنصه دون تردد… 
وقال البعض الآخر  إنه قناص آلي ، مزود بحاسوب وكاميرا متطورة ، وقائس مسافات ، ومحدد وزوايا ديجيتال ، ويعتمد على تغير الألوان والظلال ، والتغيرات الضوئية ،  أي أنه يعتمد على زبدة النهضة العلمية الحديثة ، ليأتي على هدفه ، بدقة متناهية ، فلا داعي بعد القنص للإسعاف والمشافي .
سأل نفسه مراراً  هل هو إنسان ، أم ماكينة متطورة جداً  ?!.


وإذا كان لا يترك طفلاً أو إمرأة أو قطة ، أومقاتل ، فبماذا يختلف عن السلاح الكيماوي ?!.
ولماذا هذا الرجل يرصد طريق المخبز ?!.
هل يريد أن يحل مشكلة الأمن الغذائي ، دون أن ندري  ?!. 
هل هو من هذا البلد?!.
واذا كان كذلك ، فماذا سيفيده بلد خال من الناس ?!.
وإذا كان أجنبياً ، من جاء به ?!.
وهل هو صاحب أملاك أو أرزاق في بلده ،  و ينحدر من عائلة عريقة في هناك ?!. 
أم هو مرتزق ولقيط ومشرد ، جاء ليقتل مقابل سرقة
رغيف المقتول ، والاستيلاء على بيته ?!.
كان مستغرقاً في تساؤلاته ، ودون أن يدرك ، كان يتقدم نحو مركز اهتمام القناص .
فقط أحس بوخزة عميقة ، ورفسة  كأنها  لبغل في أيسره ، تابع خطواته وتساؤلاته ، هل يُعقل أن هذا الشارع الفقير أصبح مركز إهتمام العالم ?!.
هل يعقل أن هذا القناص أصابني أنا أيضا ?! .
فقد تغيرت أضواء الشارع المحطم ، وأصبحت جميلة بلون الكهرمان ، كريمة هادئة جميلة !!.
تحسس مكان الوخزة فإذا به جرحاً بليغاً بحجم الموت .
ومالحاً بطعم الخبز .
إنسحب من كان يسير وراءه ، وتركوه ينزف حتى الموت … كان متلوياً كحبل ، ضاحكاً حيناً ،  ومبتسماً تارة أخرى ، وملوحاً أحياناً…… 
فقد كان يبتسم لصور وجوه أحبائه ، التي كانت تتلاحق أمام عينيه في الدقائق الاخيرة من عمر الوطن .
بعد سحب جثته ، بصعوبة ، وجدت زوجته في جيبه قصاصة ورقية  ، كان قد كتب عليها ، حبيتي إنني أموت كل يوم ، فإن مت للمرة الأخيرة ، لا تحتاري في المدفن ، فلنا مقبرة واسعة في كورداغ !!.
كورداغ  في  16-3-2017 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات