القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: شجرة حب  في صحراء المرحلة ..عن المصالحة بين الفنانين  سعيد يوسف وبهاء شيخو

 
الخميس 11 تموز 2019


 إبراهيم اليوسف
 
اشتعلت شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" بعد أن نشر الصديق الفنان بهاء شيخو منشوراً من حوالي عشرين مفردة، على صفحته الفيسبوكية، رداً على ماورد في حوار إذاعي أجري مع الفنان سعيد يوسف من إشارات إلى الفنان  الكبير الراحل محمد شيخو، وقد تم تفسيرها من مداخل ووجهات نظر كثيرة، متناقضة، لسنا بصدد تقويمها، هنا، أو مشايعة إحداها، لاسيما بعد المصالحة التي تمت، إلا أن ما  أفرحني هو غيرة أبناء شعبنا على فنانيهم، إذ تنطع الآلاف عبر شبكات التواصل الاجتماعي لإبداء مواقفهم، وغدا الحديث عن ذلك حاضراً في مجالس العامة- وإن كانت هناك خطورة استثماره في غير مساره الطبيعي- 


وكانت روح محمد شيخو حاضرة، بعد ثلاثين عاماً من رحيله، كما أن الكثير من المنشورات الغيورة الحكيمة راحت تنصف الطرفين، وتتوقف عند "بعض" ماورد على لسان الفنان سعيد يوسف، بروح نقدية، علناً أو إيماءاً، ومن هؤلاء الفنان زورو نفسه الذي تناول ماتم بكل عقلانية، بينما ظل الفنان سعيد يوسف يرى أنه قد تناول صديقاً له، وأنه لطالما قد أنصفه وفضله على نفسه، كما في حوار سابق مع فضائية أورينت
هاأنا في موقع توصيف، ماحدث، لافي موقع تقويمه، إلا أن ما آلمني دخول الكثير من كتاب الفيسبوك-على الخط-  ونهلهم للغة الشتم الفيسبوكية، بينما الأمر كان يتطلب لغة نقدية، تزيل الغبار عن بعض ما قاله الأستاذ سعيد يوسف، ليكون في إطار الشهادة، والإشارة إلى ماكان ينبغي ألا يقال، في هكذا حوار عابر، ولامانع من ذكر ما يخطر في بال الفنان سعيد في- كتاب مذكراته- وإن كان مطلوباً من أبي زورو أن يحافظ على حكمته في تقويم من يتناولهم، لئلا يساء إليه
اطلعت على ماكتبه صديقي الفنان العزيز- بهاء- في بروفايله، بعد إحدى عشرة دقيقة من نشرها، وكاتبته على نحو عاجل، طالباً منه تغيير لهجته من-ردة فعل- إلى رد نقدي- إلا أنه كان تحت وطأة ردة الفعل والدفاع عن شقيقه، وقال لي: هل تابعت الحوار؟ فكان جوابي بالنفي، ولعلي لما أزل لم أطلع عليه، ماخلا مقاطع امتدت إليها أيادي من صبوا الزيت على النار، ملتقطين عبارات فاقعة مما جاء من عبارات من قبل المتحاورين: المذيع والأستاذ سعيد، وكان ينبغي ألا تورد، لاسيما في ما يخص اعتبار السرعة في إنجاز اللحن مأثرة، أو غير ذلك، بل التقاط مفردات معينة على نحو مستهلك- السردين- وكان هذا مدعاة للمعابة من هؤلاء، بما لا يليق بفنانينا الكبيرين كليهما: محمد شيخو و سعيد يوسف.
في اليوم التالي، سررت لأن الفنان أبا شيخو-عدل- من لهجة انفعاله، في منشوره الذي أشعل عاصفة من ردود الفعل، وظهر ثلاثة أصناف ممن تناولوا الحدث: محبو أبي فلك وجمهوره- محبو الفنان سعيد يوسف- وكانت حجتهم مجروحة أمام ماتم ماعدا نقطتين: تاريخ عبقرية أبي زورو الفنية وعمق علاقته والفنان الكبير أبي فلك، ومنهم نجله زورو نفسه!، بالإضافة إلى من لم يتجاوز أخطاء الحوار الذي تم، ولم يسمح لنفسه بإعدام نهائي لطرف لصالح طرف آخر، وإن كان له موقفه الضمني هنا أو هناك.
لقد أخرج الخلاف من مساره، وذلك بعد أن ألقيت عليه حمولات وزوائد وعوالق ناشزة إضافية، لا علاقة لمتنه بها، إذ راح يشطر جمهورنا إلى قسمين، ليعزز روح الفرقة، وفي هذا أعظم خطر، لفت نظري، وأمثالي، ماجعل ضرورة إيقاف تفاعله جد ضروري، وإن كان جمهور التخندق أكبر من جمهور من فكروا بإطفاء ألسنة النار، لاسيما بعد أن تم ابتذال الأمر من قبل بعضهم، عبر تحويله إلى مسلاة، عبر مقاطع فيديو، أو منشورات غير مسؤولة، وهو ما يدفعنا لأن ننتبه إلى حواراتنا، وأن ندقق في آرائنا، آخذين مبدأي الزمان والمكان الوسيلة الإعلامية، بعين الاعتبار!
 
كثيرون من الأصدقاء، بل والمقربين طلبوا مني أن أكتب منشوراً للتهدئة- لاسيما لأن لي علاقة بالطرفين وكان الفنان سعيد ممن وقفوا معي في محنة آخر زيارة لي إلى الوطن مع خيرين كثيرين-  إلا أني وجدت أن أية كتابة مهما كانت حكيمة لن تفعل مفعولها بقدر التصرف على نحو عملي، ولذلك فقد حاولت الاتصال بالفنان زورو- نجل الفنان سعيد- لأعلمه بفكرة إطفاء- نار الفيسبوك- وكان جد متجاوب، وزودني بهاتف بيت أبيه، وأفرحتني مبادرة تكريم- الحزب الديمقراطي التقدمي-  للفنان أبي زورو، إلا أنني ارتأيت ضرورة المصالحة بين الطرفين: صديقي الفنان بهاء، والفنان سعيد، قبل حفل التكريم، لاعتبارات كانت لدي. اتصلت بالصديق حسن جنكو عضو المكتب السياسي للتقدمي إلا أن هاتفه لم يرد فكتبت له وللأستاذ أحمد سليمان عن مبادرة إجراء لقاء بين الفنانين، فكان تجاوبه جد إيجابي، وأوعدني بإيصال المقترح للأستاذ حميد الذي افتقدت هاتفه، بالرغم من أنه هتف إلي قبل أسبوع من هاتف صديقي أ. حسن مطمئناً علينا، داعياً إياي لزيارة الوطن قائلاً: تعال أنا سأستقبلك، وسأودعك، كما قالها- مشكوراً- أول أمس مسؤول أول "كبير" من ذوي الشأن لجهة إعلامية صديقة،  كما محاولات سابقة، إلا أن لي موقفي الخاص هنا، وهو أمر لا أقحمه بالرغم من شوقي للوطن، ولأهله. أهلي، بل بالرغم من الحاجة إلى ذلك لضرورة جد خاصة وملحة...!
أول أمس، اتصل بي الصديق رضوان كنعو- شقيق زميلنا  الراحل أكرم كنعو- رحمه الله- رئيس مجلس أمناء منظمة حقوق الإنسان في سوريا - ماف وأعلمني بمبادرة من طرفه، للمصالحة، فأثنيت عليه، وقلت له: لابد من فعل ذلك، قبل حفل تكريم التقدمي، ولفتت نظره  للتنسيق مع قيادة التقدمي لتدخل الأستاذ حميد شخصياً، وأعطيته رقم هاتف صديقي أ. حسن جنكو، لتوحيد الجهود، لاسيما إن كل محاولات المصالحة السابقة، وعلى كل المستويات كانت تفشل، كما أنه أعلم زميلنا محمود عمر-ممثل ماف، وآخرين، للمشاركة باسم ماف، وكان الراحل أكرم كنعو- شقيق أ. رضوان - قد دفع حياته-أصلاً- من أجل مصالحة اجتماعية.
 
أفرحني، الصديق رضوان وهو يعلمني، بعد نجاح المبادرة أن كل شيء قد تم، على ما يرام، وقد كان لحضور الأستاذ حميد درويش كأحد رموز المكان. أحد رموز الحركة الكردية جد مهم في هذه المبادرة التي ضمت نخبة من الغيارى على فننا، وثقافتنا، ورموزنا، بالرغم من كل نقد يقال بصدد أي اسم، ضمن شرطه النقدي، وهوما لن أنجو نفسي منه، إلا أن مواجهة كل منا الآخر-بالحب- ينفي ثقافة التباغض، وردود الفعل. وتكاتبنا أنا والأستاذ أحمد سليمان عضو المكتب السياسي للتقدمي، في وقت متأخر، عبر الواتس، ليعلمني أنه أوصل المقترح للأستاذ حميد، وراح يقومه إيجاباً، وأنهم أخذوا به، وهوما أعرفه في العم أ. حميد المجرب، في هكذا مواقف اجتماعية، ثقافية، فنية، حساسة، من قبل!
 
الآن، وبعد تصافي القلوب- كما يقال، فإنني سأكون سعيداً أن  يكون لصديقي بهاء حضوره في حفلة يوم- الجمعة- التكريمية لأبي زورو، كما آمل من أبي زورو مواصلة تدوين مذكراته كما رجوته أن يفعل، ليعلم كلنا كم أن فناننا الكبير محمد شيخو حاضر في وجدان أبي زورو، وما من بيت من بيوتنا، إلا ويشير فيه أحد الأشقاء إلى أمرما في شقيقه، من خلال وجهة نظره، لكن- ممحاة الحب- لا تبقي إلا ما يعنيها، وتزيل كل ما يشوب ذلك!
أعتقد أننا جميعاً، الآن، مدعوون للنظر إلى محمد شيخو كأحد رموزنا القومية الوطنية، الشجاعة والمبدئية كما أن ما قدمه الفنان الكبير والرائد سعيد يوسف هو تراث عظيم، ولا يمكن محو دوره أو سواه نتيجة موقف هنا أو هناك، وإن كان كل منا مسؤولاً أمام خياراته، وإن أجيالاً متعاقبة كان مجرد سماع أغنية لفنان كردي- ولو شعبي- تغذي مشاعره، لاسيما إن الأغنية كانت تستفز النظام العنصري في سوريا، وأن هذه الأغنية كانت سلاحاً للوعي، وتدخل بيوتنا جميعاً، إلى جانب نضال العاملين على جبهة الحراكين: الثقافي والسياسي، وقد أسبقت هنا الثقافة على السياسة، لأن الثقافة كانت منطلق سياسينا، ولابد من إنصاف دور أغنية محمد شيخو التي انطلقت من وجعنا، وحزننا، فاستحوذت أرواحنا، وحفرت مسارها عميقاً، وبغض النظر من أن لكل فنان خصوصيته فإنه علينا ألا نضيع جهد أحد. كل بحسب تأثيره، ودوره، ولكلا الفنانين نصيبهما، كما كل فنانينا، وبعيداً عن السماح للذات بالعروج إلى الافضليات في مقام كهذا!
تحية لروح فناننا الكبير محمد شيخو
تحية إلى الفنانين سعيد يوسف وبهاء شيخو
تحية للأستاذ حميد درويش الذي تم اللقاء بين فنانينا، بل عدد من فنانينا، نتيجة مكانته التي لا ينكرها إلا جاحد
شكراً للصديق رضوان كنعو ابن الأسرة العزيزة
تحية لكل من كان وراء هذا اللقاء الذي من شأنه أن يزرع شجرة حب في صحراء المرحلة الصعبة!

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.57
تصويتات: 19


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات