القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: تواقيع و تراتيل في رحاب آفيستا

 
السبت 18 كانون الثاني 2020


 هجار بوطاني
 
 أقام الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا وبالتعاون مع جمعية آفيستا في مدينة أوبرهاوزن حفل توقيع كتابي  ضفائر الضباب (  ( Keziyên Mijê  للشاعر لوند داليني و ليل القرابين ( Qurbaniyê evaȘ )  للكاتب المسرحي أحمد إسماعيل ...
بعد الوقوف دقيقة صمت  تخليدا ً لأرواح شهداء الوطن رحب عريف الحفل علوان شفان بالحضور حيث قال حقيقة حضوركم هو منبع اعتزاز  وفخر لنا و حضوركم هو مصدر لشحن أرواحنا في  متابعة إقامة هكذا حفلات وندوات ثم قدم  لمحة موجزة عن حياة  الشاعر لوند داليني
 ولد الشاعر والفنان سيف داوود والذي عرف في الوسط الثقافي بإسم لوند داليني  في مدينة القامشلي عام 1960 وأنهى مراحل  دراسته  في مدارس القامشلي ونال شهادة الهندسة البترولية  من جامعة دمشق،


 عمل في البحث و التنقيب عن البترول  حوالي عشرين سنة مقسمة على حقول البترول في حوالي ثلاثة عشرة دولة أسيوية، في عام 2014 انتسب إلى جامعة لشبونة البرتغالية لإتمام دراسته التي أنهاها العام الفائت 2019 ونيله شهادة الدكتوراه، في هذه الإثناء بات عضوا ً في الرابطة الأوربية لعلماء الجيولوجيا والمهندسين، عضو في الجمعية السورية للاستشاريين والفنانين، عضو في مكتبة الأسد الوطنية، عضوا في جمعية خبراء النفط، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين ( رسم، النحت )، في الآونة الأخيرة أقام عدة معارض فردية في كل من البرتغال وألمانيا ويمكننا تأمله وهو يتحدث  بلغة الألوان والريشة ومن أشهر لوحاته الـمرأة والدين، حزن وأسى، حالة نفسية سيئة، خريف الرحيل و الآلام  والكثير من اللوحات التشكيلية
أما من الناحية الأدبية، بدأ في كتابة القصة والقصيدة عام 1980 وهو واحد من طلبة الشاعر الكبير جكرخوين له ثلاثة أعمال أدبية هي على التوالي :
1 ـ القومية الكردية في ملحمة أحمدي خانه بالإنكليزية وترجمها للعربية فرهاد شاكلي
 عام 1995
2ـ قصص قصيرة بعنوان Ramanek   عام 2012 عن دار الينابيع للطباعة والنشر ـ دمشق
3ـ مجموعة شعرية بعنوان  Keziyên Mijê   عام 2019 عن دار سر سرا للطباعة والنشر
وله الكثير من المقالات والأبحاث الأدبية نشرت  في  الصحف والمجلات الكردية منها
 ( Dicle ، Pirs، Gulîstan، Aso، Armanc، Nȗdem Vîn   Metin ، )
وفي السنوات الأخيرة أخذ يراسل المجلات الإلكترونية  مثل :
Rojava، Efrîn، Semakurd،kultȗrname، Welatê me، Pênȗsa Nȗ
ثم أفسح المجال للكاتب بافي زوزاني ليقرأ مقدمة الكتاب الذي نحن بصدد توقيعه .
بعد أن أتم بافي زوزاني قراءة المقدمة أكمل الشاعر لوند داليني  حفل توقيع مجموعته الشعرية  بقراءة بعض القصائد من الشعر الحديث والكلاسيكي  على أنغام عازف الكمان سعود أحمد ومن محتوى مجموعته الشعرية  هذه القصيدة المترجمة إلى العربية ، ترجمها الشاعر إبراهيم محمود  (  دفء سواد عينيك  ) .
حينما سواد عينيك  غمرني بموجاته
التأم جرح القلب
تبرعم السوسن في سمائي
وأينع مرتين
 
في محتوى عينيك
أمنيات قلبي زهت وازدهرت
وبدأ فارس الهيجا
في وهدة  تينك الأفعيين
يعدو غدوا ورواحا
 
وبدا دفء عينيك يتكثف
و الألق  يتوهج
وهوت السفينة في لجة الظلمات على غير هدى
 
طائر الرخ كان يجوب حدود الأفق بتمامها
 
لوحة معنوياتك في النزال الأول
شلت قواي مرات ثلاثا
وهجعت أورتنا مسترخية واهنة في وئام الاشقة
وهبط طائر الرخ من عليائه
للمرة الثانية في نزال آخر
حيث كان حماسك يفتر قليلا ً، قليلا ً
ليهمد في النهاية
 
من شواطئ أذنيك إلى خلجان قدميك
همدت القبلات وجمدت
 
توارى دفء سواد عينيك واستوت سفينتك
وحللت القبطان
    
في الفقرة الثانية من حفل التواقيع هذا  توجه عريف الحفل علوان شفان برؤاه إلى عالم  المسرح  والذي يعد ُ الأب الروحي لكل الفنون وذلك لقدمه في التاريخ  وتعدد الفنون في فحواه، وكذلك إشراقة الفنون بكل أنواعها  من التمثيل والشعر والغناء  على مصطبة المسرح ، بعدها أفسح المجال للكاتب فواز عبدي الذي قال هناك حب من اللقاء الأول، هذا الحب ولد من قراءتي لأول نص مسرحي للكاتب أحمد إسماعيل والذي كان بعنوان ( موت الحجل  ) ، هذا النص أبكاني سعادة، هذا النص الذي يحكي عن ثلاثة أجيال تتقاذفهم الأهوال والحدود في مأساة الشعب الكردي، هذا النص الذي رافق نصين آخرين هما جمهورية مهاباد، عندما يغني شمدينو في مجموعة واحدة، هذه المجموعة التي قال عنها الدكتور نبيل خفار : عندما قرأت مسرحيات أحمد إسماعيل خيل إلي َّ كمن يفقد شيئا ً ويراه في رونق وسمو، ويقول أيضا ً لم أدهش أمام كتاباته لأنني قرأت له مسرحنا المأمول
بحكم معرفتي بالكاتب أحمد إسماعيل أعلم أنه قبل كتابة النصوص المسرحية  درس المسرح لسنوات، خاصة المسرح الإغريقي (اليوناني ) وبذلك قد وضع لنفسه حجر أساس لكتاباته المسرحية  ولم أقف دهشا ً حينما نال الجوائز على مستوى الدول العربية  سواء كان في الرواية أو المسرح وخاصة  مسرح الأطفال، أحمد إسماعيل حينما كتب مسرح الأطفال كان يعلم ما يشعر به الطفل فيكتب بإحساسه، خطط لكتابة مسرح ولكن للأسف مخططه لم ينفذ لعدم تلقيه الدعم المعنوي والمادي، مخططه كان وضع التاريخ الكردي ضمن قالب مسرحي للأطفال وسماه ب( جراب البدليسي ) لأن البدليسي أول من كتب في التاريخ الكردي لذلك كتب ثلاثة قصص عن شخصيات كردية ناضلوا في سبيل القضية الكردية، القصة الأولى كانت بعنوان
 ( البارزاني )  والقصة الثانية كانت عن قاضي محمد والثالثة عن الأمير جلادت بدرخان ولأنه لم يتلقى الدعم بقيت هذه القصص تأن في مخططها .
  في هذا الكتاب (ليل القرابين  ) والذي يضم  ستة  نصوص مسرحية ،و التي تنتمي في وقائعها و فحواها  إلى المسرح التراجيدي والتي وزعت على خمس لوحات مأساوية أبدع الكاتب أحمد إسماعيل في كتابتها وصياغتها، اللوحة الأولى ( ليلة السجين السعيدة ) هي مأساة شاب في ليلة شعوره بالسعادة، سعادته في ليل لقائه مع عروسه،  الشاب الخارج من سجنه حديثا ً ولكن تتراء  له أشباح السلطة بكل جبروتهم، تأخذه التخيلات إلى الأبواب الحديدية وقد تأنق بالأرقام
في اللوحة الثانية ( قربان )  يقدم أحمد إسماعيل ذاك الدكتاتور الذي يفنى من أجله كل غال ٍ ونفيس، الدكتاتور الذي ذبح عند  قدميه  جودي ذاك الطفل الذي اتهم بإسقاط الحكم وتغيير النظام ، جودي الذي فقد أباه وترك مدرسته ليكون معيلا ً لأسرته، جودي الذي راح ضحية خرافة توارثها الأجيال .
في اللوحة الثالثة (مصير):  يقدم الكاتب حالة كلبين أحدهما أسود والثاني رمادي اللون  طغى عليهما الجوع  في زمن الحرب، الحرب قائمة، القتل والتفجير في كل مكان، لا يقويان  على الخروج لجلب ما يسد جوعهم وبينما هم في نقاش معوي يبدو لهما جريحا ً يترنح ذات اليمين وذات اليسار، يقول الكلب الأسود هاد قد بعث الله رزقا ً يرد صاحبه هذا جريح ولم يمت بعد وأخلاقنا لا تسمح بالتهام ما يسري فيه الروح وبينما الكلبين في جدال عن ما يسد جوعهم، غاب الجريح عن عيونهم ودخل إلى المقبرة وهنا كانت الفاجعة  بعد أن التقى مع  حارس المقبرة وقد فتح قبراً ويقتلع السن الذهبي لأحد المتوفين، هنا كشر صاحب المقبرة عن أنيابه في بيع أعضاء هذا الجريح بالاتفاق مع طبيب مختص في الجراحة .
في اللوحة الرابعة (مجرد مزاح): يقدم في هذا النص المسرحي مدى سطوة الأمن ورهبته على المواطن السوري، وكيف  لهذا الرهبة أن تؤدي إلى فقدان الإنسان لروحه أو عقله
في اللوحة الخامسة (نسرين) هي ألوان مبعثرة للإنسان السوري ما بعد الثورة، ألوان عذاب ٍ لعائلة ٍ تمثل واقع المئات من العائلات التي ضربت الأرض رحيلا ً، رحلت إلى الديمقراطية،
رحلت إلى الموت الذي  يتدلى على نار الغربة فتبعث رائحة الفراق في سماء الحسرة .
في اللوحة السادسة والأخيرة (عجوز في الغابة) في هذه تتمزق شاشة التعبير أمام ما يؤول  إليه الإنسان بعد الحرب، الشريف يبقى في عوز ٍ وحسرة ٍ،الكل ينفر منه، القريب قبل الغريب والشقي المغموس في الرذيلة يصبح ذا مكانة ٍ، يستلم زمام الأمور ويكون صاحب سلطة وجاه
حينها الموت هو الخلاص الوحيد لرجل بقي بمفرده في هذه الغابة البشرية .
إليكم هذه المقتطفات  من النص المسرحي (نسرين) :
اللعنة على الحدود ،لقد جعل وجهي يزداد تمزقا ً،عندما قبض علينا حرس الحدود ونحن نحاول التسلل ليلا ً عبر الأسلاك الشائكة إلى تركيا، اقتادونا بأعقاب البنادق إلى المخفر وهناك بدأوا بتوجيه الركلات والصفعات للجميع دون تمييز .
يا أولاد الكلب، يا مجرمين، اللعنة عليكم وعلى حدودكم، من تظنون هذا المسكين، إرهابي، أنتم الإرهابيين، الإرهابي هو من  يخرج من عندكم لا من يدخل إلى أراضيكم، نعم أنتم من نفذتم التفجير الإرهابي في حينا، في شارع عامودا، ذلك الشارع الذي يتحول في يوم جمعة إلى عرس، لماذا أيها الإرهابي، هل تعرفهم، ألا تخشى نار جهنم، لا لست وحدك الوحش حتى مصطو ابن جارنا شكري العتال، هو الآخر وحش، نعم مصطو الذي أشهر رجاله أسلحتهم وأمرونا بالتوجه إلى المركب، المهرب مصطو الذي كان سببا ً في غرق أبي، كلهم وحوش، حرس الحدود، المهربون، صاحب المطعم الذي أراد أن يسلبنا الأجرة، معلمي في المدرسة، الرفيق موسى، كلهم وحوش، كلهم دواعش،
أمي ألم أقل لك ِ لا تذكري كلمة الديمقراطية أمامي، هذه الكلمة التي مات أبي بسببها، نعم بسببها..
بهذه التراجيديا  المسرحية أنهى أحمد إسماعيل حفل توقيع كتابه بعد أن صفق له الحضور طويلا ً وهو الذي أزال علقة ً لجروح قد اندملت .
في نهاية حفل التواقيع  هذا تم منح شهادات تقديرية لكل ٍ من الشاعر لوند داليني والكاتب المسرحي أحمد إسماعيل على ما قدمه في الحفل هذا، أخيراً شكر عريف الحفل علوان شفان  
جميع الحضور على حسن إصغائهم و كذلك قدم بإسم الاتحاد شكره وامتنانه  لجمعية أفيستا الثقافية على منحهم الفرصة على إقامة مثل هكذا حفلات .













 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات