ثالثاً: البراري:"çolan" الفلاة: "çolistan"
في "باب الالتباس وعدم الدقة" يرى ابراهيم محمود أن مفردة "çolan" ، وهي جمع، غير دقيقة وخاصة عندما توضع مقابل ثلاث مفردات في الصفحة " 196، ف : 7-14-15"، وهي التالية: القفار- البراري- الفلاة، وكما هي واردة في النص المترجم "ص 94" ففي البراري، من البر، ثمة" çol"، أما إزاء القفار، من القفر، وكذلك الفلاة فثمة "çolistan". أما الاستاذ دحام في رده على الاستاذ ابراهيم محمود يبدي رأيه قائلاً: ""أود هنا أن أقف عند صيغة "çolistan" التي أجدها غير دقيقة، فاللاحقة "istan" تفيد معنى المكانية للإسم الذي تتصل به، نحو: "daristan" مكان الشجر "الغابة" و "mûristan" مكان النمل. وكلمة "çol" ذاتها تعني البر والفلات، وهما "مكانان". فما فائدة اللاحقة المكانية في اتصالها بالمكان نفسه ؟! وماذا تزيد في المعنى وماذا تنقص منه ؟!""
تعليقاً على رأي الكاتب الأخير في الفقرة أعلاه أرى من الأفضل أن لا نتسرع في اطلاق أحكام مورفولوجية قد لا تتوافق مع واقع لغتنا، حيث نجد فيها كلمات أخرى من النمط المقترح من قبل الناقد ابراهيم محمود، بالتأكيد لن نلتقي بأمثلة عديدة من هذا النوع، إلا أنه يمكن أن نسوق هنا مثالين على ذلك:
المثال الأول: kwêstan المستخدمة في اللهجة السورانية، وتتكون من kwê أي الجبل "الدال على المكان" واللاحقة المكانية stan . ومجموع الوحدتين تشيران الى "المنطقة الجبلية". فهل يمكن إلغاء kwêstan بسبب الجمع الحاصل بين مكانين حسب تحليل الاستاذ دحام؟!
المثال الثاني: وهي "goristan" المكونة من "gor" ذات الدلالة المكانية و"istan" اللاحقة المكانية ، ومجموع الوحدتين تشيران الى المكان الذي يضم عدداُ من القبور، وهي منطقة خاصة بالقبور فقط. من هنا نجد أن مفهوم المكان بحد ذاته يتصف بالشمولية التي تستوعب مفاهيم أخرى، وثمة مكان كبير يستوعب أمكنة صغيرة كما هو الحال مع "gor" و "goristan" .
وإذا تأملنا في اللاحقة "stan" ، نجد فيها معاني ودلالات عديدة، من قبيل الموطن، المنطقة، المساحة، الاحتواء، والاتساع ... الخ. فمثلاً كلمة "تاريستان tarîstan" " الكردية التي سمعتها من الكبار يستخدمونها بمعنى الظلام في حالة الشدة والحلكة اذ تضفي على المكان المظلم خصوصية معينة، لا شيء سوى الظلام. وهي كذلك مع كلمة"çolistan" إذ تؤدي اللاحقة دلالة على أن الموجود في هذا المكان بكل جغرافيته هو "البر" فقط، أي المنطقة الخاصة بالبر وبهذا تعبر عن " الفلاة" بالمعنى الشمولي للكلمة. من ناحية ثانية، تبدو كلمة "çol" ذات بنية صوتية قصيرة المدى والمساحة، إذ تفتقر الى تلك الشحنة التعبيرية الكامنة في "çolistan" نظراً لما تحمله اللاحقة stan من صوت هارموني وجرس موسيقي شبيه بالوحدات الصوتية في اللغة الكردية مثل الكلمات: zozan, kwêstan, germiyan, çiyan, geliyan, biyaban, tarîstan, ... الخ. بناء على ما تقدم أرى أن ما أقترحه الاستاذ ابراهيم يؤدي الدلالة المطلوبة شكلاً ومضموناً. ولكن لا ننسى أن كلمة "çol" كما أستخدمها الأستاذ دحام كمقابل للمفاهيم الثلاث في الملحمة صحيحة ولا تدخل في باب الخطأ اطلاقاً. الجانب الثاني هو أننا لسنا مخولين بالمطلق بتكوين مباني من هذا النمط كيفما أتفق ذلك، أعني لا نسمح للعشوائية أن تتسرب إلى ذهننا في تشغيل اللاحقات الكردية ولصقها بالمفردات البسيطة حسب الرغبة والاعتباطية، كأن نقول مثلاً xanîstan أو geracistan ... الخ. بل ينبغي أن تستند العملية على قاعدة لغوية والتذوق السليم للغة. ومما لا شك فيه أن النقاش والجدل في هكذا مواضيع يهدف إلى إغناء الجانب اللغوي ليس إلا، وخاصة في هذا المرحلة.
رابعاً: اسم الملحمة Gilgamiş أم Gilgamêş
ثمة تمايز غير مبرر يبدأ بتغير اسم الملحمة أو بالأحرى تكريدها من Gilgamiş إلى Gilgamêş . المعتاد عليه هو أن غالبية اللغات تصيغ الكلمة الاجنبية لفظاً وكتابة وفق مقاييسها اللغوية أي حسبما تتفق مع نظامها الصوتي والكتابي. فالعرب يلفظون الجيم الفارسية جيما عربية فتصبح جلجامش، أما في الكردية لا نحتاج الى مثل هذا التحويل العربي لأن الكردية تلفظ الجيم الفارسية في نظامها الصوتي وبالتالي نلفظها Gilgamiş بطريقة قريبة جداً الى لفظ معظم الشعوب الأخرى. من هنا لا أجد ضرورة أن نسوقها بالصياغة الواردة في الترجمة الكردية اذ تتحول Gilgamiş إلى Gilgamêş كما لو أننا نسقط تحليلنا الايتيمولوجي على الاسم. وهذا أمر غير مقبول لأن هذا الطرح يفتح الباب على مسائل كثيرة كأن يطرح الواحد منا مثلاً كلمة (الكاردوخ) و(الكاردوخيون) بدلاً من (الكورد) و(الأكراد)!! بحجة الإتيان بالأصل، وهذا أمر غير معقول وغير مقبول!! لذا أرى من الأفضل إستخدام الصيغة المتداولة، وهي Gilgamiş وليست Gilgamêş .
ثمة تمايز غير مبرر يبدأ بتغير اسم الملحمة أو بالأحرى تكريدها من Gilgamiş إلى Gilgamêş . المعتاد عليه هو أن غالبية اللغات تصيغ الكلمة الاجنبية لفظاً وكتابة وفق مقاييسها اللغوية أي حسبما تتفق مع نظامها الصوتي والكتابي. فالعرب يلفظون الجيم الفارسية جيما عربية فتصبح جلجامش، أما في الكردية لا نحتاج الى مثل هذا التحويل العربي لأن الكردية تلفظ الجيم الفارسية في نظامها الصوتي وبالتالي نلفظها Gilgamiş بطريقة قريبة جداً الى لفظ معظم الشعوب الأخرى. من هنا لا أجد ضرورة أن نسوقها بالصياغة الواردة في الترجمة الكردية اذ تتحول Gilgamiş إلى Gilgamêş كما لو أننا نسقط تحليلنا الايتيمولوجي على الاسم. وهذا أمر غير مقبول لأن هذا الطرح يفتح الباب على مسائل كثيرة كأن يطرح الواحد منا مثلاً كلمة (الكاردوخ) و(الكاردوخيون) بدلاً من (الكورد) و(الأكراد)!! بحجة الإتيان بالأصل، وهذا أمر غير معقول وغير مقبول!! لذا أرى من الأفضل إستخدام الصيغة المتداولة، وهي Gilgamiş وليست Gilgamêş .