في هذا العصر يعتبر الاعلام وسيلة في غاية الاهمية للترشيد والتقويم ونقل الخبر للمجتمع واريد ان اضيف بانه وخاصة القنوات الفضائية ضرورة قصوى لا يمكن الاستغناء عنها فضلا عن انها رسالة سامية ومنبر تطل من خلالها على الشعوب الاخرى وذلك للتعريف بهويتك وثقافتك ولنقل صورتك الحقيقية الى العالم ... وكل هذا ما كنا محرومين منه سابقا ......وهنا يجب ان نوضح اكثر ونقف عند العديد من التساؤلات المهمة للغاية ....ماذا يقدم هذه الوسائل الاعلامية للمجتمع الكوردستاني من حيث البرامج المفيدة والمنوعة وما يصبو اليه طموحاتنا وامالنا بما يواكب العصر .... اولا يجب ان نفرق بين هذه الاقنية التلفزيونية من حيث اليات العمل بها القنوات الحزبية او السياسية يجب ان تكون في اطارها السياسي وبما يخدم القضية والمجتمع الكوردستاني - القنوات الثقافية والتربوية لخدمة الثقافة والادب والتطوير التعليمي على اساس تربوي للاجيال القادمة باسلوب منهجي لبناء المستقبل ....
– القنوات الفنية والمنوعة – قنوات الاطفال – والقنوات الرياضية ......والخ الكل في مجاله باسلوب مدروس
لكن مع الاسف الشديد وباستثناء القنوات السياسية فقد بات معظم هذه الوسائل الاعلامية تجارية بحتة وكل همها كسب المزيد من المال باسلوب او اخر ..... فمثلا هناك العديد من القنوات الفنية والتي باتت تنتهج اساليب الشللية والمحسوبيات في عرض الكليبات والاغاني لبعض الفنانين دون غيرهم ..... وهذا اجحاف للفن الكوردي وخاصة للفنانين الكورد .....
وحسب وجهة نظري يجب ان يضع ضوابط وقوانين اعلامية لردع كل هذه التوجهات من خلال لجنة لمتابعة والاشراف على ما ينتهجه ويعرضه هذه القنوات من برامج بعيدا من سياسة الاحتكارات التجارية .....
فيجب الحفاظ على العادات والتقاليد والتراث الكوردي الاصيل والانتماء اولا واخيرا الى ارض الوطن بعيدا عن الاساليب الملتوية لكسب المال على حساب ابناء هذا الشعب .
هناك العديد من الانتقادات نسمعها بين الحين والاخر وخاصة من الفنانين والمثقفين الكورد من غربي كوردستان لهذه الوسائل الاعلامية حيث يشكون من التعتيم على اعمالهم الفنية وندرة عرضها على هذه القنوات الفضائية اعلامية هنا في كوردستان ....؟
لنكن واضحين وواقعيين ... فهناك العديد من الاولويات التي يجب ان نتبعها هنا في كوردستان العراق على اساس بناء الذات وها نحن نسعى جاهدين الى ذلك واظن ان هذا حق طبيعي اولا ....؟
ثانيا .. مثلا من خلال برنامج ( mêrg û çîmen ) لقد قدمت حوالي ( 11 ) حلقات ولقاءات مع العديد من فنانين ومثقفين وايضا الفرق الفنية من خلال اعياد نوروز في غربي كوردستان من قامشلو وديرك وحتى في دمشق ....لكن هنا يجب ان نلوم وننتقد كل اولئك المثقفين والفنانين الكورد وحتى اولئك رجال الاعمال ومن ضمنهم النخبة السياسية في غربي كوردستان لعدم سعيهم الى الان لانشاء قناة تلفزيونية واحدة على الاقل لخدمة هذا الجزء من كوردستان ...فهناك العديد من رجال الاعمال الكورد لديهم كل الامكانات المتاحة لانشاء هذه القناة التلفزيونية فمثلا في دبي او في اوروبا او أي مكان في هذا العالم .... !!!!!!!!
فهاهم ابناء شرقي كوردستان لديهم حتى الان حوالي ( 5 ) قنوات فضائية تبث من اوروبا وهي موجهة لابناء شرقي كوردستان ....؟وهنا ايضا في جنوبي كوردستان ولولا اتاحة الفرصة في الثمانينيات لانشاء راديو او تلفزيون كانت كل الاستعدادات جارية لانشائها حين ذاك في اوروبا .....
اذا ومن هذا المنطلق يجب على ابناء غربي كوردستان الاتجاه الى بناء الذات في مجال تكوين الذات اعلاميا اولا ... لانه المفتاح الاساس لبناء الذات والتعريف من خلال هذا المنبر الهام جدا بقضيتك وثقافتك وحتى وجودك ككيان انساني ... فكل ما نتابعه الان عن ابناء غربي كوردستان فقط هو من على صفحات المواقع الانترنيتية العديدة والتي نراه غنية ومبدعة بمواضيعها وما ينشر من اخبار (سياسية وثقافية وفنية .....)
لكن هذا لا يكفي فيجب السعي بكل جدية لتأمين مصدر لانشاء قناة فضائية لانه يعتبر نافذة تطل من خلالها على العالم ووسيلة بدون أي قيود لتكون ضيف على كل بيت في غربي كوردستان ايضا
وتأمين ذلك المنبر والسعي من اجله يقع اولا واخرا على عاتق المثقفين والفنانين الكورد وايضا رجال الاعمال من غربي كوردستان فالتقاعس يقع على عاتق هؤلاء اولا واخيرا .......
واظن ان كانت هناك جدية في الشروع لانشاء هذا القناة فانا واثق بانه سيكون هناك دعما من الكوردستانيين ......
نرى بانك توجهت في الاونة الاخيرة الى اصدار مجلة جديدة في مجال الثقافة والفن الا وهو مجلة ( pîro megazîn ) وها قد صدر منها عددان ( 0 و 1 ) حتى الان هل ممكن ان تخبرنا ماهية الية هذه المجلة الجديدة والمميزة في الوسط الاعلامي الكوردي وما هي مضامين نتاجاتها وتوجهاتها مستقبلا بما يخدم المجتمع الكوردستاني ( اجتماعيا وثقافيا وفنيا .......)
مجلة ( pîro megazîn ) هي نتاج حلم وخطوة نحو افاق ثقافية ادبية بمفاهيم كوردستانية وبرؤية عصرية جديدة تصدر شهريا وهي ذو قالب اجتماعي ثقافي ادبي فني شامل ( بعيدا عن السياسة ) أي بمعنى انها مجلة الاسرة الكوردستانية شاملة وهذا ما نسعى اليه الان ....واريد ان اوضح هنا بان هذه المجلة تصدر من دهوك لكنها لسان حال كل المثقفين والفنانين في الاجزاء الاربعة من كوردستان أي انها ل ( قامشلو و امد ومهاباد وهوليير ......وهي تطبع بشكل عصري جديد أي طبعة ( ديزاين ) في مطابع دور النشر التركية الخاصة
وحسب رؤيتي انها الخطوة الاولى في المجال الاعلامي المميز والمتطور بما يواكب النتاجات العالمية ...
و( pîro megazîn ) تصدر باللغة الكوردية (الاحرف العربية ) لان الغالبية العظمى من القراء هنا لا تقرء بالاحرف اللاتينية لكن هناك توجهات مستقبلية لاصدار هذه المجلة بالاحرف اللاتينية وها قد خصصنا صفحتين بالاحرف اللاتينية اعتبارا من صدور العدد الثاني من المجلة .... ومن خلال هذا اللقاء اريد ان اوضح بأنه قد خصصنا هاتين الصفحتين للفنانيين والمثقفين الكورد من غربي كوردستان .....
فقامشلو ( مدينة الحب والوفاء ) لها معزة خاصة في قلبي وهذا ما لمسته من خلال زيارتي لها فهي مفعمة بالحب والاخلاص من القلب وبعواطف كوردستانية اصيلة فهي تستحق كل التقدير والاحترام بدون أي مجاملة وهذا لم يكن في قامشلو فقط بل في كل مدينة وقرية في غربي كوردستان....مع كل محبتي و تقديري بالاحترام ......
ماهي امنياتك و بماذا تختتم هذا اللقاء ....
في نهاية هذا اللقاء كل ما اتمناه ان يكون هناك اعلام كوردي متين تنبع من ارض الوطن لتنتمي اليها اولا واخرا واعلام مبني على اساس ثقافي ادبي اصيل ومتطور بعيدا عن أي اجندة ذاتية او خاصة .....
وان يكون هناك العشرات من القنوات الفضائية الكوردستانية تنتهج مسارات اعلامية متطورة بمضمون رسالتها الانسانية وبمنطلقات فكرية وبشعارات جدية بما يخدم المجتمع الكوردستاني ككل .
واتمنى ان يظل العلم الكوردستاني يرفرف عاليا بالوانه الزاهية في السماء ليس هنا في جنوبي كوردستان فقط بل يرتفع عاليا في كل بقعة من ارض كوردستاننا الحبيبة وهذا هو شعاري ابدا وبما اختتمه دوما وما اردده في نهاية كل برنامج اقدمه او اعده .... واريد ان ارسل من خلال هذا اللقاء تحياتي الى كل ابناء غربي كوردستان وايضا كل الشكر لك ايها العزيز رويار لاجراء هذا اللقاء........