القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 418 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: بقعة ضوء على إخفاق المثقف والسياسي في غربي كردستان

 
الخميس 17 تشرين الثاني 2016


دلكش مرعي
 
بداية يمكن القول بأن هناك العديد من الأسباب ولكن أعتقد بأن من بين أهمها هو  افتقار المثقف والسياسي إلى المنهج العلمي في التفكير وعدم إدراك العلاقة الجدلية بين العلم والثقافة والسياسة التي أدى - إلى عدم إدراك خصائص المعرفة العلمية وطبيعة العلم وقابليته للتغير والتطوير الاجتماعي  والسياسي - وإدراك ما هو كابح ومأزوم وضار في الفكر والسياسة والقيم الاجتماعية السائدة وإزالتها .
فالمنهج العلمي في التفكير يضع كل المفاهيم والعقائد والأفكار والسياسات والثقافات محل الشك وتحت المعاينة وتحت الاختبار للوصول إلى حقيقة الفكرة وصحتها أو خطئها حتى يتمكن المرء من وضع الأمور في نصابها الصحيح فقد أثبتت التجارب السابقة بأن  النقد النظري الحاد للكاتب أو المثقف لم تتمكن إلى حينه من تبديل الحالة السلبية السائدة كحالة التشرذم والتخلف والصراع الحزبي في غربي كردستان . 


وأعتقد بأنه لن يتمكن من إزالة تلك الظواهر إلا بإزالة الأسباب الفكرية والقيمية التي تنتج هذه الظواهر الشاذة  فمن شبه المستحيل أن ينتج فكر مأزوم نقيضه الإيجابي عبر النقد النظري ومن المستحيل إن ينتج سياسة متخلفة  حالة سياسية متطورة أو أن يتمكن فكر عقائدي شمولي من إنتاج حالة ديمقراطية علمانية راقية ومن شبه المستحيل أن يغير شاعر أو كاتب واقع اجتماعي عبر ألقاء المواعظ  دون أن يستند إلى منهج علمي في التفكير .. فالفكر الذي لا يمتلك هوية علمية ومعرفية لن يغير من الواقع المأزوم ويرتقي به . فلا يكفي أن نقول للمريض أنك مريض دون أن نقدم له العلاج الشافي 
فالتطور العلمي والفكري الهائل في العالم المتمدن لم ينتجه شعر حماسي أو مقالة تنتقد حالة سلبية متأزمة بل الذي حقق كل هذا التطور  كان من إنتاج الفكر العلمي التجريبي والمنهج العلمي في التفكير ومن شبه المستحيل بناء نهضة علمية بدون عقل علمي ناهض يقوم بمراجعة نقدية شاملة للمفاهيم والقيم والثقافات السائدة وتطهيرها من قيم التخلف  فلن تتحرر المرأة على سبيل المثال من القيود المفروضة عليها إلا بإزالة تلك القيود وتنطبق هذه المعادلة على التحرر من الخرافات والمعتقدات الخاطئة  والسياسات العاطفية البائسة والأفكار العقائدية المتكلسة . وهناك بالإضافة إلى ذلك  بعض الأسباب الأخرى  كتحويل العديد من المثقفين إلى أبواق حزبية فأصبحوا جزء من الصراع الحزبي بدل من أن يكونوا جزء من الحل وإزالة الأفكار التي تنتج تلك الصراعات فهم يعملون لعلو شأنهم الشخصي البائس ومن أجل مصالحهم الشخصية فقط والعديد منهم لا ينتمون إلى الثقافة بشيء  فقلة من المثقفين  بقي محايداً يقوم بواجبه كمثقف بالإضافة إلى كل ذلك هناك تهميش وعدم الاهتمام بالطاقات والخبرات  من قبل الأحزاب بل يتم محاربتها كل هذه الأمور وغيرها ساهمت إلى الإخفاقات السائدة .. ما نود قوله هو بأن العلم التجريبي والمنهج العلمي في التفكير كان السبب وراء مجمل الارتقاء والتطور الحاصل في العالم المعاصر

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات