القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 230 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي




























 

 
 

مقالات: كن رجلاً أيها العروبي

 
الثلاثاء 04 نيسان 2017


د. محمود عباس

  العروبة وباء، وحقد عنصري، وليس مفهوم قومي يفتخر به، ولا علاقة لهذا المرض بالشعب العربي الأصيل، نأمل أن يحرك هذا النداء الحس العربي لدى العرب الأصلاء لوضع حدا لهؤلاء العروبيين، ونحن لا نؤمل في سلطاتهم خيراً، ولا معارضتهم الانتهازية، بقدر ما نؤمل في تلك القوى العربية التي لا تزال تملك أمكانيات التغيير. الكلمة موجهة تحديدا إلى الشريحة العروبية التي تخطط وتفكر بذهنية حقبة سايكس بيكو، ولا تستطيع التحرر من آثامها وترسباتها الشاذة.


 الشريحة المتجاهلة المساوئ والسلبيات التي جلبتها: ثقافتهم العنصرية، وجبنهم في مواجهة الواقع. وتلك المتقصدة تصعيد الصراع في المنطقة، وترهيب الشعب العربي من مطالب الشعوب الأخرى، وتخويفهم، كمثال، من النظام الفيدرالي في سوريا، متناسية بأن محاربة الفيدرالية خسارة للشعب العربي قبل أن تكون للشعوب الأخرى في سوريا، والعروبيون يدركون أنه بمعاداتهم هذه يقضون على الحيز الحضاري في المنطقة، ويضعفون الآمال على معالجة الأوبئة الفكرية التي نشروها في ثقافة المجتمع. وعلى الشعب العربي أن ينتبه، بأن تصريحات، سلطاتهم وشخصيات من المعارضة، المعادية للأخرين، وللكرد بشكل خاص، تحت غطاء الدفاع عن العروبة، تقرب أحكام الزوال ليس فقط على ذاتهم وبل لربما على الشعب العربي عامة، وبها يزيدون ثقافة مجتمعهم تشويها، ويتناسون وينُسون شعوب المنطقة بأن الثقافات الإنسانية والحضارية تتجاوزهم. فهل يدركون أن هذا التعتيم المتعمد ستقضي عليهم عاجلاً أم آجلاً؟ 
    العروبيون جبناء، لا يتجرأون على مواجهة الحقائق، ولا يملكون جرأة الصدق في الحديث، ويغطون على جبنهم باستخدام العنف تجاه كل من يواجههم بالصدق. لا شك انهم خبثاء، وبهذه الصفة يتسلطون، معظمهم قدموا من حثالة الشعب، لذلك لا تروقهم الشريحة المثقفة، والسياسية الواعية لمجريات الأحداث، وتستخدم أبشع أنواع القسوة مع الشريحة الصادقة والجريئة، ولا تهمها إن كانت من الشعب العربي أو الشعوب الأخرى.
  سنوات طويلة، والسطات العروبية، تنشر وبشكل مستمر، ثقافة الخوف بين الشعب، الخوف من إسرائيل، بأنها تخطط للقضاء عليهم، والخوف من مطالب الشعوب غير العربية في المنطقة، والخوف من الفقر والمجاعات، في الوقت الذي بإمكانها أن تصل إلى الحلول المنطقية مع إسرائيل، وأن تعترف بحق الشعوب الأخرى بحق تقرير مصيرها، لتزدهر المنطقة، وبالتالي هذه الشعوب تسكن مناطقها الجغرافية التاريخية، وهي محتلة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وثقافيا، فيخلقون الفقر والجوع كأسلوب دوني لديمومة إطاعة الشعوب لهم، في الوقت الذي تمتلك فيه هذه الأوطان من الخيرات والثروات كافية لتعيش شعوبها في رغد من العيش ونعيمه، بل ولربما، لتمويل نصف الكرة الأرضية. 
  كن رجلاً أيها العروبي، التكفيري القومي والديني، وواجه الحقائق، وكفى التآمر على المجتمع تحت حجج الصمود والتصدي، والعروبة في خطر، وحرر الشعب من أوهام حلم الوطن العربي، وخفف على الأقل اتهام دول الحضارة الأوروبية والأمريكية بالشرور التي فرختموه أو ولدت من أحضان المفاهيم السادية التي تنتجونها. واجهوا بصدق الصراعات المميتة التي خلقتموها في الشرق، سلطة ومعارضة، أوقفوا على الأقل القوى التي تسخرونها لتدمير الأوطان، وقتل الشعوب الأمنة، فقد أصبح معروفا للعالم أن كل هذه البشائع والمآسي، هي فقط لاستلام السلطات! 
   لم يعد هناك من شك بأن سلطة بشار الأسد، وأغلبية المعارضة السورية العروبية السياسية والعسكرية، خير مثال عن كلية السلطات العروبية الأخرى، كالسعودية وقطر ومصر، وليبيا، واليمن السعيد، وعراق المالكي وأشباهه، وغيرهم، وبعض الدول الإقليمية المجاورة، وعلى رأسهم إيران وتركيا. لذلك فالحديث في بشار الأسد وحاشيته، تعكس الجميع، فقط نحتاج إلى تغيير الأسماء.
    ففي معظم المؤتمرات التي جرت، وسنخصصها كمثال في جنيف 1-5، والتي ستجري لا حقاً، تمكنت شريحة العروبيين في دمشق من نقل ماهية الصراع بينها وبين الشعب إلى حوار بينها وبين معارضة غرقت في الانتهازية والإرهاب، وحصروها بين من سيستلم السلطة، مجرمون أم إرهابيون. فأصبحت المؤتمرات كالبازار على مصير سوريا، وبقدر ما تسمح لهم القوى الإقليمية في التصعيد. وتحول الصراع مع مرور السنوات من مطلب واضح وصريح (إسقاط النظام) إلى غايات غير مرئية، فقضوا على الفاصل بين الباطن وظاهر جدلية التدمير والقتل والإرهاب، وانشدوا إلى بعضهم بعلاقة الطموح إلى الحكم، أو الشراكة فيها.
طلبت الحركة الكردية ولمرات من المعارضة السورية السياسية، أن تملك جرأة القرار، وتخرج من عباءة ثقافة سلطة البعث والأسدين، وتبدأ بالاعتراف بحقوق الشعب الكردي، كما يريده الكرد لا كما تستسيغه نزعتهم العروبية، وبأنها أحد أهم القضايا المصيرية المعتمة عليها من قبل السلطات العروبية المتتالية منذ الاستقلال وحتى اللحظة. ودعوناهم بعدم التخلي عن شعار إسقاط النظام بكل مفاهيمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعدم حصر الصراع على الحكم، والاعتراف بحقوق القوميات والأديان الأخرى، وبتاريخهم، وفي مقدمتهم الكرد، ثاني أكبر ديمغرافية ومساحة جغرافية في سوريا. وكم من المرات كتبنا والشريحة الثقافية الكردية على أن الفيدرالية، هو النظام الأفضل لإنقاذ سوريا من الدمار، وهي لا تتعارض والانفصال، وأن عملية التجاهل في هذه خسارة للمعارضة قبل السلطة، ولا علاقة للكرد بمصطلح الانفصال، لأن الحقيقة هي أن حقوق الكرد القومية والانفصال متضادتين، وإن تم فهي تعني أن سوريا تنفصل عن جغرافية كردستان، فهي في الواقع مرتبطة بكردستان أكثر مما هي بالأوطان المسماة جدلا بالوطن العربي، وإن تم عرض مطلب فهي ستحمل مصطلح التحرر وليس الانفصال، ومطالب الشعب الكردي هي الاعتراف بحقهم في تقرير مصيرهم ضمن جغرافيتهم، أو ضمن سوريا كوطن أن ملك العروبيون الجرأة على مواجهة الواقع، وتم تبنيه بشكل صادق.
 السلطات وأغلبية المعارضات، يمثلون الحيز العروبي، وهما يتفقان في صفات كثيره، منها عدم الجرأة في قول الحقيقة للمجتمع، ومواجهة الواقع، ومتفقان ضمنيا على:
1- نشر ثقافة الخوف بين شعوب المنطقة العربية والإسلامية.
2- وكلاهما يؤمنان بمفهوم تقديس الفرد، الأول الإله البشري والأخر الإله الذي خلقه من الخيال، ولديهما نصوص لا يقبلون النقاش عليه، ويبتذلان النقد إلا في حدود التمجيد. 
3- كما وأن جميع القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية تمر من أبواب مفاهيمهما المطلقة، ولا تأويل لفروضهم أو لمقترحاتهم، إلا من خلال نصوصهم.
4- واللامساواة جزء من نهجهما، الأول بين شريحة السلطة والمجتمع، والثاني بين شريحة الفقهاء والعامة، وفي حيز ما يطبقون مبدأ السيد والعبد، في أفعالهم ويناقضونها في النظرية.
5- وهما متفقان على كراهية الغير، غير المسلم وغير العربي، وغير السني أو العلوي، وغير الحاكم، ويتفقان على أن الشر هو الطريق الأوحد للحلول.
 لذلك ففي مثال سوريا، على الأغلب، لن يكون هناك حل سوى الحل العسكري، وسيغطى بحيز سياسي، عند تقاسم السلطة، ونتمنى أن نكون مخطئين، ومؤتمرات جنيف ستتزايد أرقامها، إلى أن يضعفان بعضهما حد الموت، خاصة وأن دروب الاتفاق  شبه معدومة، وما يتم الأن من التصعيد العسكري، وإعادة الروح في المعارضة المسلحة على أطراف دمشق، وبعض المناطق الأخرى، ليست سوى عملية لتوازن القوى، والتأكيد على أن أحد الطرفين لن ينتهي في القريب العاجل، وعليه فنهاية تدمير سوريا، وقتل الشعب الآمن غير واضحة، خاصة وأن المباحثات ستستمر على كفتين متوازنتين، بين شريحتين عروبيتين عنصريتين حاقدتين لا أكثر، والتحركات السياسية بين موسكو وانقره والرياض، وقبول جميع أطراف المعارضة الحضور إلى جنيف دلالة أن التوازن سيكون سيد الموقف في المؤتمرات القادمة، والحلول بيد روسيا، وأمريكا لاحقاً، دستوراً وشكل الحكومة.
      العديد من كتاب الحركة الثقافية الكردية، وبعض المعارضة العربية الوطنية، ذكرت قبل عدة سنوات أنه هناك فاصل بين (السلطة والنظام): 
1- السلطة تسقط من دمشق، وليس من جنوب غربي كردستان، ولا من حلب أو درعا، وسقوطها لوحده لا تعني سقوط النظام، المتمثل في الشريحتين العروبيتين، السلطة والمعارضة التكفيرية والانتهازية.
2- النظام سيسقط عندما تملك القوى المعارضة العربية الجرأة في مواجهة الحقائق التي عتمت عليها سلطاتهم على مدى قرن إن لم تكن قرونا، وتتحرر من أوهام العروبيين وتعترف بحقوق الشعوب المحتلة من قبل سلطاتهم، وعلى رأسهم الشعب الكردي والأمازيغي والقبطي، وتحاول التخلص من ثقافة التاريخ المفبرك، والتشوهات الفكرية التي خلقت المنظمات التكفيري الإسلامية، والعنصرية العروبية. فلا بد لها من إعادة بعض من النخوة والشهامة العربية المخيمة عليها العروبيون التكفيريون. 
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokuda@gmail.com
3/4/2017م

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات