القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 435 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: وجوه قامشلي التي لم تكنْها «في زيارتي السنوية إليها صيف 2019 » - 16/10

 
الأربعاء 11 ايلول 2019


ابراهيم محمود 
 
16- بورتريهات وجوه  
10"- وجه ابراهيم يوسف من الجانب الآخر من المعلوم بوجهه 
لست في وارد تقويمه هنا، لست ساعياً إلى التعريف به في بضع كلمات، بضعة أسطر، فهو متعدّي التعريف، قبل كل شيء، إنما ما يشدّد على أن الحديث عن قامشلي الثقافة أدباً، بجلاء، وعلاقات ثقافية على وجه العموم، هو الإشارة إلى الجهة التي يقيم فيه، ولا أسهل من الوصول إليه، وتلك أهلية تقبُّل للآخر من منظور ضيافي، وليس من حرج أن تجالسه في مكتبته حيث أرشيفه يختلط بكتبه التي ثقُلت الرفوف المتواضعة تحتها، أو في أي مكان من بيته مرحبَّاً بك.
ولا بد أن أسمّيه هنا الآن، الصديق الكاتب متعدد المواهب ابراهيم يوسف.


بعيداً عن أي اعتبار جانبي، وعلى مدى عقود من الزمن، وعبر مئات المعنيين بالشـأن الثقافي، إلى جانب علاقات متشعبة تصله بمختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية، يكون بذلك قد ضاعف رصيده في أكثر من عنوان. ومن جالسه، من دخل بيته ذات يوم، وشرب معه كأس شاي، أو ارتشف فنجان قهوة... تجاذب معه أطراف حديث من هنا وهناك، في حضور آخرين غالباً، إذ يندر وجوده بمفرده في بيته، وما في ذلك من ضغط متنام ٍ  مع الزمن.. تكون الحصيلة استحالة العنوان الذي يقود خطاك إلى حيث يقيم، ليكون مَعلَماً قامشلاوياً، وهذا يحسَب له حساب .
وجه أكثر من وجه، يبقيك معه بعيداً، قريباً، ويحفّزك على التعاطي معه. وهذا التصريف القيمي هو الذي يوجه النظر إلى شارع بيته ذي الانعطافة نصف الدائرية، في حيه الشعبي. وجه لا أثني عليه هنا، كما هو تقديري، إنما يمضي بي المكان الذي يستغرق أكثر من حدود قامشلي، في طرق الثقافة، ودهاليز الكتابة، ومناخات القيل والقال، وكيفية تحويل المواد الخام من كل هذا الضجيج المتنوع الأبعاد والسياقات، الضجيج النافذ باستهلاكياته، لوجوه تسمى وجوهاً جزافاً، لوجوه طارئة على أجسادها، وأسمائها بعلاماتها الفارقة، إلى وثبة كتابة شعرية، أو منبسط مقال أو بحث أدبي، أو لقطة تذكارية تجد أرشيفها إلى كتاب مذكرات لم يحن أوان الإعلام عنه.
في وضع طارىء، أعني به حياة طارئة، أعني به، مستجدات تعصف بهذه الجهة أو تلك، حيث تترابط عناوين الشوارع ذاتها، تأخذ الأبواب سمة التحجر حيث تكون، خوفاً من ارتطام ما، وتخشى النوافذ على مواقعها، والداخل على داخله، ويندر حضور من يتكلم بلسان أديب أديب، ومثقف مثقف يحسن الإصغاء، ويجيد الانفتاح على سواه، يكون من باب اللزوم، ومقام المتعة البحث عن وجه إبراهيم يوسف، صديقاً، أليفاً، مرحاً، رغم انجراحاته، ضحوكاً رغم هواجسه التي تشده إلى هذا الاحتمال / الافتراض أو ذاك، صحبة عمر مضن. وهو ما يجري تجاهله.
لوجه ابراهيم يوسف الصديق الكاتب وجهيته، وجاهته، توجهه، عنوانه، مقامه الوجهي، وجهه الأدبي المختلف، وجهه البحثي المختلف، وجهه الحماسي المختلف، وجهه الفكري النقدي المغاير...وجوه في وجه واحد، قد تتلمس فيه نزقاً، وما أن تتحرى أمره، حتى تكاشف حضور صورة شعرية، لتجد معايشَه، وجهه الأدبي العام، صحبة وجهه الاجتماعي، وهذا يعني في المحصّلة العامة، أن هناك عنواناً جهوياً قد تيتمَّ، كما لو أن الشارع المؤدي إلى بيته لم يعد هو، أن الذين يقيمون في الشارع ليسوا هم، حيث كان هو. وإذ أتحدث عن وجه ابراهيم يوسف، فكوني أنقّب في قامشلي وجهياً، في الوجوه المارقة، الوجوه التي أصبحت ذات شأن، ليس لأنها تمكنت من إبراز خاصيتها، وإنما لأنها حدثية، لوَّنتها مستجدات.. نعم، هناك مئات الآلاف من الوجوه، وجوه مغمورة في المجمل، وجوه يتلبسها عرَض، مرض، زئبق متحول، لتصبح منفوخة، ولها أوداج، وعيون تتطلب المزيد من التدقيق لتعلم أنها موجودة وراء لحم مخمَّر كما هو العجين، وجوه مأخوذة بسواها. غير أن لوجه ابراهيم يوسف، مهما قدَّمت من حجج عما يكون، فلن يكون في مقدورك النظر في جهته، في الشارع الذي يؤدي بك إلى بيته، دون أن تكون على بينة من أمره، من كونه وجهاً قامشلاوياً . وعليك بالتالي أن تسأل عما جرى ويجري قامشلاوياً، وكيف اختل توازنها، ولحظة مناشدة الجواب، ربما تجد في غياب وجه ابراهيم يوسف الكثير من هذا الجواب، وقد قد أصبح في وضعية غياب وليس بغائب .
......... يتبع
11-" وجه عبدالغني ليلي، يحضرك حين الطلب

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.66
تصويتات: 12


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات