القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 286 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: همسة في آذان الوطنيين الشرفاء من شركائنا السوريين.. قضية للنقاش (220)

 
السبت 11 حزيران 2022


صلاح بدرالدين

أحداث السنوات العشرة الأخيرة هزت سوريا، ليس بفعل مااحدثته الالة العسكرية لنظام الاستبداد، وحماته من المحتلين الروس، والإيرانيين، والميليشيات ( الأممية !) بكل فظاعتها، وكذلك الفصائل المسلحة المحسوبة على المعارضة، والمنتشرة تحت حماية الاحتلال التركي، وآثارها الكارثية من قتل، ودمار، وتهجير، لاكثر من نصف البلاد وشعبها  فحسب، بل ماتركته من آثار بغاية السوء  في العقول، والاذهان، والمواقف، والسياسات، وماخلفته من جماعات، وشلل، ناقمة، حائرة، متذبذبة، باحثة عن المصالح الذاتية فقط لاغير،على حساب الكرامة الوطنية، خارجة عن جميع تقاليد شعبنا السوري السامية التي نعتز بها  دائما وابدا. 


  وامام هذا المشهد السوداوي، يقف من مازالوا محافظين على رباطة جأشهم، وكياستهم الوطنية، ولم يفقدوا – البوصلة - وهم الغالبية من شعبنا السوري لحسن الحظ، امام واجب الوفاء لنهجهم الوطني في التمسك بالحقيقة، ومواجهة الشوائب، وقيام نخبهم الثقافية الواعية بالمكاشفة النقدية، والتصدي العقلاني لجميع الظواهر السلبية، وتشخيص مكامن الخلل في المشهد عبر الحوار، والنقاش.
أشكال التواصل في الأعوام الأخيرة
  بعد اندلاع الثورة السورية، وعمليات تسلل القوى الحزبية التقليدية ثم الإمساك بمفاصل الثورة، والمعارضة، وازاحة الشباب ومجمل حوامل الحراك الوطني الثوري عن المشهد كان من الطبيعي ان يجذب (المجلس الوطني السوري) مايماثله في الساحة الكردية،من أحزاب تقليدية مثل أحزاب المجلس فات اوانها، وشخوص مطواعة غير محصنة، لاتاريخ نضالي لهم، هؤلاء جميعا لم يكن لهم دور في الساحة الكردية، بل ان التنسيقيات الشبابية وبدعم من مناضلين متمرسين مستقلين هي من حركت الشارع في المدن والبلدات ذات الغالبية الكردية، وكذلك في المدن الكبرى مثل حلب، ودمشق، وتواصلت مع نظرائها من التنسيقيات في معظم المدن السورية.
من جانبه استحوذ النظام على حلفائه القدامى – الجدد من مسلحي جماعات – ب ك ك – الى جانب عدد من الأحزاب الكردية، وبعض المجموعات الصغيرة الموالية قبل الثورة، والتي تقلص دورها، وهبطت قيمتها لدى النظام بعد بروز، وسيطرة الحليف القديم – ب ك ك -، وإنجاز عملية الاستلام والتسليم، وفي هذا الخضم انكفأت الفئات، والمجموعات، والشخصيات الوطنية المناضلة، واعداد من المثقفين الملتزمين بقضايا شعبهم، أصحاب المصلحة الحقيقية لانتصار الثورة، وحصول التغيير الديموقراطي، أو ابعدوا من المشهد بإرادة مشتركة مباشرة او بشكل غير مباشر من جانب : النظام + المجلس الوطني السوري + مجموع الأحزاب الكردية.     
نحن نتفهم ان معظم النخب السورية كانوا ومازالوا حديثي العهد بالتعامل مع القضية الكردية، بل لدى بعضهم مواقف سلبية مسبقة، خصوصا الوافدون منهم من صفوف النظام،  ولم يكونوا على دراية بتاريخ، وتطورات الحركة الكردية السورية، بل ان جلهم تفاجؤوا في بدايات الثورة حتى بوجود كردي بسوريا،ناهيك عن قضاياهم، ومعاناتهم، وتطلعاتهم المشروعة، ومشاركة شبابهم منذ الأيام الأولى بالاحتجاجات، والتظاهرات، والكثير منهم خاصة من البعثيين، والعاملين  في الادارات الحكومية، تلقوا معلوماتهم الناقصة عن الكرد من توجيهات رسمية، وامنية، ومن كتب التربية التي تنفي أي وجود للكرد في سوريا، لذلك لم يكن مفاجئا لنا التصرفات الخاطئة، والمواقف السياسية القاصرة حول الحركة الكردية، واحزابها، هذا اذا نظرنا الى الموضوع بحسن نية .
ان اعتبار – ب ي د – والمسميات الأخرى المرتبطة كلها بحزبهم الام (ب ك ك) مثل قسد وغيرها، ممثلين عن كرد سوريا اومعبرين عن ارادتهم  ومناطق ومحافظات معينة، خطأ سياسي جسيم، بل خروج عن الحقيقة والواقع موضوعيا، وتاريخيا، وقصور بالوعي، والادراك،  ب ي د معروف بتبعيته التنظيمية، والأيديولوجية، والعسكرية، والأمنية،  للحزب الام ب ك ك، وجميع قياداته أعضاء في المجلس القيادي لمنظومته المركزية،  وهو ليس حزبا سوريا، والمأخذ لايقتصر على هذا السبب فقط بل ان هذا الحزب كامتداد ل – ب ك ك – وكذلك معظم الأحزاب الكردية الأخرى لم تعد صالحة لقيادة العمل الوطني الكردي، وفقدت الشرعية، وتكاثرت، وتناسلت، وفشلت في انجاز اية مهام قومية ووطنية تماما مثل الأحزاب السورية التقليدية التي تساقطت، واجهضت الثورة، وحرفت المعارضة عن مسارها . 
 ثم ان هناك الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد السوريين مستقلون عن جميع الأحزاب ويعول عليهم ان يكونو نواة للكتلة التاريخية المنقذة، والمرشحة لاعادة بناء الحركة الكردية السورية، وهم كانوا ومازالوا مع اهداف الثورة، ومع التلاحم الكردي العربي ضد الاستبداد،  ولديهم حراك فكري، ثقافي، سياسي، شعبي يتصدرها حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية من خلال عقد مؤتمر كردي سوري جامع .
من منطلق الحرص نتساءل :  لماذا تتخطون كل كيانات وأحزاب المعارضة السورية العربية، ولاتعتبرونها ممثلة لكم، وتنادون بإيجاد البديل الديموقراطي الشرعي، وتحجمون عن ذلك في الحالة الكردية؟
انتم كسوريين معارضين للنظام – حسب ادعائاتكم - تبحثون بحسب كتاباتكم عن إيجاد بديل وطني شرعي منتخب عن الكيانات القائمة وهذا من حقكم، و،لكن ليس من المنطقي ان تكيلو الحالة الكردية بمكيالين فلدينا أيضا قوى وأحزاب وجماعات فات اوانها، وفشلت في قيادة النضال وخسرت الشرعية الشعبية، لستم من تقررون من يمثل الارادة الكردية، بل الوطنييون، المناضلون المستقلون الكرد هم المنوطون بذلك. 
  لماذا لاتسمون الأشياء باسمائها في معرض الإشارة الى الوقائع، والاحداث ؟ فلايجوز القول مثلا ان الكرد السورييون اتفقوا مع النظام او مع الروس او مع الامريكان عندما يحدث ذلك مع (ب ي د او قسد او المسميات الأخرى التابعة ل- ب ك ك – ولايجوز أيضا اعتبار مواقف ( الانكسة) مواقف الكرد السوريين انها مواقف وسياسات أحزاب ليس الا .
احد الكتاب العرب السوريين المعروف بحساسيته المفرطة تجاه الكرد السوريين وحقوقهم  أشاد بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة الكاتب والمثقف الكردي السوري د عصمت شريف وانلي بأحد النصوص من كتاباته القديمة عام ١٩٥٣ويذكر فيها تماما كما قالها فيما بعد عبد الله اوجلان انه (لايوجد جزء من كردستان التاريخية في سوريا) من دون ان يعلم ان المرحوم وانلي (وهو عالم واكاديمي مرموق رغم اختلافي معه في بعض مواقفه السياسية عندما كان على قيد الحياة) راجع رؤيته بشكل نقدي منذ سبعينات القرن الماضي وكتب ابحاثا ومقالاتا حول (كردستان سوريا) واخشى ان علم هذا الكاتب العربي السوري الحقيقة قد يشن عليه هجوما لاذعا بدلا من الترحم عليه.
وهناك على الاغلب من يتحمس من القوميين العرب الشوفينيين السوريين لاوجلان وتركته لانه ينفي وجود كرد سوريين وان الموجودين متسللين موطنهمم في الشمال، ولاشك هناك أيضا من يبحث عن مصالح خاصة في زمن تتحكم فيه جماعات ب ك ك بمصادر مالية ضخمة، من نفط، ومعابر، مع معونات أمريكية .
في جميع الأحوال الأهم بهذا الموضوع، وبعيدا عن الاصطفافات مع هذا الحزب الكردي او ذاك، هو الوقوف الى جانب وجود، وحقوق الكرد السوريين كشعب، وقضية، والعمل على التعاون، والعمل المشترك ضد العدو الرئيسي المشترك نظام الاستبداد، المسؤول الأول والأخير في الكارثة وفي احتلال بلادنا، ومن اجل التغيير الديموقراطي نحو سوريا جديدة تعددية، تشاركية .
  والقضية تحتاج الى نقاش

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.42
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات